کد مطلب:109806 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145
فی الرسول الاعظم صلی الله علیه وآله وبلاغ الامام عنه أَرْسَلَهُ عَلَی حِینِ فَتْرَة مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ، وَاعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ، وَانْتَشَار مِنَ الْأُمُورِ، وَتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ، والدُّنْیَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ، عَلَی حِینِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وَإِیَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، وَاغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَی، وَظَهَرَتْ أَعْلاَمُ الرِّدَی، فَهِیَ مُتَجَهِّمَةٌ لاَِهْلِهَا، عَابِسَةٌ فِی وَجْهِ طَالِبِهَا، ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ، وَطَعَامُهَا الْجِیفَةُ، وَشِعَارُهَا الْخَوْفُ، وَدِثَارُهَا السَّیْفُ. فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللهِ، وَاذْكُرُوا تِیكَ الَّتی آبَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ، وَعَلَیْهَا مُحَاسَبُونَ. وَلَعَمْرِی مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلاَ بِهِمُ الْعُهُودُ، وَلاَ خَلَتْ فِیَما بَیْنَكُمْ وَبَیْنَهُمُ الأَحْقَابُ وَالْقُرُونُ، وَمَا أَنْتُمُ الْیَوْمَ مِنْ یَوْمَ كُنْتُمْ فِی أَصْلاَبِهِمْ بِبَعِیدٍ. وَاللهِ مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَیْئاً إِلاَّ وَهَا أَنَا ذَا الْیَوْمَ مُسْمِعُكُمُوهُ، وَمَا أَسْمَاعُكُمُ الْیَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالْأَمْسِ، وَلاَ شُقَّتْ لَهُمُ الْأَبصَارُ، وَجُعِلَتْ لَهُمُ الْأَفْئِدَةُ فی ذلِكَ الْزَمَانِ، إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِیتُمْ مِثْلَهَا فِی هذَا الزَّمَانِ. وَوَاللهِ مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَیْئاً جَهِلُوهُ، وَلاَ أُصْفِیتُمْ بِهِ وَحُرِمُوهُ، وَلَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِیَّةُ جَائِلاً خِطَامُهَا، رِخْواً بِطَانُهَا، فَلاَ یَغُرَّنَّكُمْ مَا أَصْبَحَ فِیهِ أَهْلُ الْغُرُورِ، فَإِنَّمَا هَوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ، إِلَی أَجَلٍ مَعْدُودٍ.
ومن خطبة له علیه السلام